ذكر الله عزّ وجلّ الطريقة في قوله: ﴿وَأَن لَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاءً غَدَقًا﴾ (الجن/١٦). فهي الصراط المستقيم الذي أشار إليه سبحانه وتعالى في الكثير من المواضع في كتابه الكريم. والطريقة، كما يصفها الشيخ مُحَمَّد المُحَمَّد الكَسْنَزان، هي الجانب الروحي للإسلام الذي تمثّل الشريعة نصفه الآخر. والتصوف هو مصطلح آخر لهذا المنهج التكاملي للطريقة والشريعة. وبيّنا في الكتاب أسس التصوّف في القرآن الكريم والسُنَّة النبوية الشريفة.
إن الفهم الصحيح للتَصوّف بأنه جوهر الإسلام، الذي تمثّل الشريعة غلافه، وإن كان ضرورياً لطالب هذا العلم فإنه لا يمنحه سوى مدخلاً إليه. أما التعرّف على حقيقته والتقدم والتعمّق فيه فيتطلّب ممارسته، لأن دراسة التصوّف تكون بتطبيقه، فهو عِلمٌ خِبراتي.
فكل طريقة صوفية هي تفسيرٌ خاصٌ للتصوّف وترجمةٌ له من عِلمٍ نظري عام إلى منهج ٍتطبيقيٍ مُعيّن. وهذا الكتاب يشرح السلوك الصوّفي كما فصّله مشايخ الطريقة العَلِيّة القادِريّة الكَسْنَزانيّة وجسّدوه في منهجهم العملي في ممارسة الإسلام روحاً وجسداً. فاجتهد الكتاب في شرح التصوّف وفقاً للطريقة الكَسْنَزانيّة كما وَرَدَنا يداً بيدٍ وعِياناً وسَماعاً عن أستاذنا الغائب عن عيونِنا الحاضِرُ في قلوبِنا السيّد الشيخ مُحَمَّد المُحَمَّد الكَسْنَزان الحُسَيني (قدّس الله سره العزيز).
قسّمنا فصول الكتاب إلى ثلاثة أجزاء يركّز كلٌ منها على موضوع معيّن تتناول فصول الجزء مختلف جوانبه. يشرح الجزء الأول مفاهيم صوفيّة أساسية وفقاً لفكر الطريقة الكَسْنَزانيّة، ويعرّف الجزء الثاني بأساتذة الطريقة الكَسْنَزانيّة، فيما يركّز الجزء الثالث والأخير على ممارسات الطريقة، التي أساسها الأخلاق النبوية العظيمة: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ (القلم/4).
Reviews
There are no reviews yet.